المعلم إبراهيم بن قمر فلاته (1320 – 1411)

نشأ وترعرع في المدينة المنورة أوكلته والدته (رحمها الله) إلى أهل العلم ناصحة له بعدم ترك المدينة المنورة إلا لحج أو عمرة, نشأ في بيوت العلم بين جناحي الشيخ العلامة (ألفا هاشم) والشيخ (محمود بن أبي بكر الفلاني) المشهور (بمحمود سنبو) فنهل العلم وحفظ المتون بعد القرآن الكريم.
مارس المعلم إبراهيم قمر مهنة الفرانة, فكان يعمل في مخبز والد بادي الكعكي,
وفي بداية حياته مارس عدة مهن منها النجارة وبيع الخضار وغيرها من المهن والحرف بل كان لا يتردد في السفر إلى مكة المكرمة للعمرة ثم البحث عن عمل أو مهنة مما يجيد أو لديه استعداد أو قدره عليها وكان فتاً قوياً صلباً يقطع ما بين المدينة ومكة في نصف الزمن والمدة التى يقطعها غيره.
وفي احدى سفراته بين المدينة المنورة ومكة المكرمة, وكان السفر مشياً على الاقدام, ألقي عليه ورفاقه القبض وجندوا في ( القشلة بمكة) ثم بعد الاعداد أُسلوا مع الجيش إلى الطائف لمحاربة (الكفار والانجليز) القادمين للحرمين الشريفين, إلا أن صاحبنا قد أكتشف وبعض رفاقه وبطريقة ما أن الجيش المقابل( مسلمون) يؤذنون للصلاة ويقيمونها ويتلون كتاب الله الكريم احسن قراءة مما جعل صاحبنا ورفاقه ينسحبون عائدين إلى مكة ثم إلى المدينة رافضين قتال أخوة مسلمين وقد عرفوا بعد ذلك الجيش هم الامام عبدالعزيز رحمه الله وجنوده, وما زال حفيده الدكتور محمود يحتفظ بسيفه الذي أبى أن يقاتل به الامام عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه.
كان يجلس في المسجد النبوي الشريف قرب خوخة أبي بكر الصديق رضي الله عنه أيام موسم الحج وغيرها يشرح لأبناء افريقيا باللغة (الفلانية) التي يجيدها بطلاقة وبلاغة يشرح بها ويفسر معاني القرآن الكريم وكتب صحاح السنة النبوية المطهرة....
وتقدم إلى مديرية المعارف للتدريس في المدارس الرسمية ونجح في اختبار المقابلة الشفهية والتحريرية إلا أنه لم يقبل بالعمل خارج المدينة المنورة عملاً بوصية والدته.
كان يقضى معظم وقته في التلاوة والصلاة وقراءة الكتب التي من بينها الكثير من تراث المشائخ ألفا هاشم والشيخ محمود بن أبي بكر الفلاني, وهذا الإرث من بعض  المخطوطات والكتب التي تربو عن مئتي كتاب محفوظ عن ابنه الدكتور محمود إبراهيم قمر فلاته, وهي:
أولاً: بعض كتب العلم والمعرفة مثل متن الأجرومية, والسنوسية, وقواعد الأحكام لابن جُزي, وكتاب اب عسكر البغدادي في الفقه, هي لا تتجاوز العشر كتب.
ثانياً: مؤلفات كاملة للمجاهد الكبير الشيخ عثمان بن فودي.
ثالثاً: بعض مؤلفات ومراسلات المجاهد الكبير العلامة الشيخ عمر بن سعيد الفوتي, وهي أيضاً قليلة, يضاف إليها كتاب كبير في ترجمة والده أمير المؤمنين أحمد ممزوج بتفصيلٍ متكامل لأحكام الجهاد الذي أظهره الله على أيديهم وذلك على مذهب الامام مالك.
رابعاً: مجموعة كبيرة من فتاوى العلامة ألفا هاشم وأجوبته العلمية ورسائل من تأليفه, وبعضها بخطه وبعضها الآخر بخطوط تلاميذه.
وفي شهر ربيع الثاني من عام 1311ه انتقل المعلم (علماً ومهنةً) إبراهيم قمر فلاته إلى جوار ربه ثم لحق به بعد سنتين زوجته والتي هي ابنة شيخه محمود سنبو الفلاني وقد قال عنه مؤبناً لوفاته الشيخ الجليل عمر محمد فلاته شيخ الروضة الشريفة وكذلك الشيخ محمد ثاني إمام ومدرس المسجد النبوي رحمهما الله وبحضور الدكتور عمر بن حسن فلاته المدرس بالمسجد النبوي, قال: ( هذا آخر تلاميذ الشيخ ألفا هاشم وأيضاً من تلاميذ الشيخ محمود سنبو وصهره رحم الله جميع موتانا وموتى المسلمين)
وقد خلف من الذرية ثلاث إناث (أم عبدالرحمن جرماوي، وأم وجدي عثمان فلاته، وأم محمد عبدالرزاق فلاته) ومن الذكور أربعة: محمد، د.محمود, م.عبدالعزيز, م.حافظ