لحظات من ذكرياتي وذاكرتي عن ومع الشيخ الدكتور عمر حسن فلاته
محمود قمر :: الفئة الأولى :: المقالات
صفحة 1 من اصل 1
لحظات من ذكرياتي وذاكرتي عن ومع الشيخ الدكتور عمر حسن فلاته
عُمَرُ الإنسان .. عُمْر الزمان والمكان
توطئة .. في بادئ ذي بدء أول القول سامح الله من (حَمَّلني) هذا العبء وهو الكتابة عن شيخنا الدكتور عمر حسن فلاته وهو مثابة أخ لي ( ورب أخ لك لم تلده أمك) وهو أكثر .. فهو أستاذ ومعلم وزميل وشيخ لي كما هو للكثير إن لم يكن لجميع من عرفه ...,
فعمر الإنسان تتقارب فيه الصفات والأوصاف بل تتطابق في كثير .. فهو فعلاً أخ لي بما كان (وعلى الدوام إن شاء الله) بين عائلتنا من قبل أن يولد ويرى النور أيٌّ منا .. فقد كان والده ووالدة كلٌ منا متقاربين وعلى صلة إلى أن توفاهما الله ...
فقد كان والله زميل لوالدي (رحمها الله) ورفيق في العمل في مخبز العم حمزة كعكي والد العم بادي كعكي الذي كان في طفولته يحمله والدي من وإلى المنزل والمخبز ويعلمه (الصنعة) بما يُعرف (بالحِنِّينه)بكسر حرف الحاء وتشديد حرف النون وهي الصغيرة من الكعك (الشريك) تُصنع من زوائد العجين 0كما أخبرني بذلك العم حبيب بودال رحمه الله والعم صالح عثمان فلاته) .. أما صلة الوالدتين (فحدث ولا حرج) أي هي أمور على كثرتها وشهرتها بين المعارف أشهر من أن تُذكر أو يشار لها – رحم الله الجميع ..,
أما أول ما أتذكره عن شيخنا عمر حسن فقد كان – مع فارق السن – في حفل أقامه بعض الأصدقاء بمناسبة إنشاء جمعية لهم تعنى بالجوانب الاجتماعية والثقافية وذلك بعد أخذ موافقة فرع وزارة الإعلام بالمدينة المنورة وكان مدير الفرع الأستاذ عبدالرحمن رفه رحمه الله .. وقد ألقى الشيخ عمر حسن كلمة مرتجلة بهذه المناسبة لعله كان حينذاك طالباً في المرحلة الجامعية (كلية الشريعة بمكة المكرمة) .. وقد كان لهذه الجمعية مكتبة عامرة بصنوف من الكتب و الإصدارات وأذكر من أعضائها المؤسسين الأخوة (محمد يوسف جودة, وعثمان حسن, وأحمد و حسن ثاني, وعادل عثمان, وعبدالرحمن جعفر ...)
إلى هنا أستطيع أن أزعم أن علاقتي بصاحبنا (عمر) المباشرة لم تبدأ بعد إلى أن أصبح مدرساً (بمتوسطة الصديق الأولى) وكنت طالباً بها في الصف الثالث وذلك في حي الجِنان -بكسر حرف الجيم مما يعني والله أعلم أنها كانت منطقة مزارع وبساتين ...
وإلى هنا تبدأ ذكريات الطالب مع أستاذه .. وتتمثل أبرزها في كوني ضمن فريق الإذاعة المدرسية وقد أُسند لي مع الزميل (عبدالوهاب زمان) مسؤولية ما يُقدم في هذه الإذاعة – وقد كان لي نشاط صحفي إن صح التعبير من قبل وذلك في كتابة الصخف الحائطية المنزلية ثم الكتابة مع الشراكة مع الزميل عثمان عبدالحميد نشاشقجي في مجلة كنا نُصدرها شهرياً فيما لا يقل عدد صفاحتها عن أربعين صفحة باسم (الشرق)... ويمتد تشجيعه لهذه (الموهبة الأدبية) حين كلفنا نحن طلابه بكتابة تفسير سورة (الرحمن) فيما يشبه البحث في مادة تفسير القرآن الكريم .. فنا كان مني إلا أن رجعت لمكتبة والدي وجدي لأمي الشيخ محمود أبو بكر الفلاني - ( أنظر كتاب معلموا المسجد النبوي الشريف للدكتور عمر حسن فلاته والدكتور عدنان جلون والأستاذ عبدالوهاب زمان 1437هـ) – فعلى عكس زملائي الذين أكتفوا بالكتاب المقرر كمرجع وحيد .. لذا ومن باب التشجيع المستمر من الأستاذ لتلاميذه أن كتب على دفتري (حقاً لقد غدى دفترك درة التاج وواسطة العقد ..) ولكم أن تتصوروا ما لإثر هذه العبارات وخاصة بعد قراءتها منه على الطلاب مما ذاد في حماستي لمزيد من القراءة والنشاط(الأدبي) والذي تجلى بصورة أكثر في المرحلة التالية من الدراسة (الثانوية) .. ففي هذه المرحلة ومن الصف الأول بدأت نشاطي بالصحف المحلية وكذلك بالتليفزيون ثم الصحف المدرسية الحائطية ومسرح المدرسة بعدة أنشطة من مؤلف في مسرحية إلى مشرف(مخرج) لمسرحية ,على ممثل في أخرى خاصة مع زملاء نشطاء مثل غسان حسين قاضي, ومحمد فرج التونسي ,ومصطفى قواص, وحمزة بافقيه, ويوسف التهامي, ومحمد شحات الخطيب وغيرهم .
وقد كان ذلك تشجيع وتحفيز منه ومن أمثاله من أساتذتي الذين لهم الفضل في ذلك أمثال الشيخ محمد علي ثاني, والأستاذ أحمد الجبهان, والأستاذ محمود أبو بكر , والأستاذ عبداللطيف السيد (من مصر) ..
وهكذا تمر السنون وتتقلب الأيام زماناً ومكاناً فتزداد صلتي بالدكتور عمر حسن فما بعد التعليم العام حيث يتساوى الجميع بحكم السن والمرحلة ( في المرحلة الجامعية ) حيث يلتقي الأستاذ بالطالب وهنا أصبح زميلاً له ( مع فارق الخبرة) وقد عينت معيداً في جامعة الملك عبدالعزيز – فرع المدينة المنورة – بعد أن تخرجت من فرعها بمكة المكرمة ( كلية التربية) بعامين وأشير على ذلك من باب التشرف بزمالته في جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة طيبة وقد تقلب في عدة مهام ومناصب وقد كان كما عهدناه مرناً وشديداً في تعامله وعمله حسب ما تقتضيه ظروف العمل وأيضاً الرفقة والزمالة مع الجميع زملاءً وطلاباً ... .
ويختلف المكان فإذا الحديث لابد أن يكون عن (الجمعية التعاونية) للوقف الخيري الذي يرأس مجلس إدارته الآن صاحبنا الدكتور الشيخ عمر حسن فلاته وأذكر هذا وقد كنت حاضراً وشاهداً على ولادة هذه الجمعية والوقف .. وقد ذلك في منزل أخينا الحبيب الأستاذ أحمد يونس فلاته بدعوة منه احتفاءً بوالد زوجته القادم من المغرب الشقيق .. فمن بين أحاديث مسامرة تلك الليلة أن طرح الدكتور عمر فكرة أنه لوحظ وجود ما يجمع أبناء المدينة المنورة من ذوي الأصول الأفريقية حيث أنه لوحظ أن لا وجود لمرجع لهم (شيخ) ولأنهم من قبائل ثم فصائل – بطون وأفخاذ- يجري عليهم ومنهم ما هو كائن على أي قبيلة في كل زمان وكل مكان من المعمورة, فعليه (اقترحت) في هذا الاجتماع أولاً: أن يراعى عند التأسيس إسم (عنوان) هذا التجمع يحظى بالقبول والتأييد من الجميع دونما استثناء لأن هناك محاولات سابقة لم تراعي ذلك وبسببه فشلت تلك المحاولات .. وثانياً: أن يجتمع دونما اختلاف في التعامل والمعاملة على كل تلك الفروع والأصول القبلية ... ,ازعم أنني كنت أصغر الحاضرين سناً إلا أنني قدمت ذلك كآخر من تكلم في الموضوع ...
ولازلت أتذكر جل وأحتفظ (بمرجعية ذلك) أنه وبعد عدة سنوات من التأسيس أن زارني الأخ الأستاذ عبدالرحمن عمر محمد فلاته وناقشني في مسألة (تطوير) الجمعية الوقف ... وقد كتبت ملاحظاتي ومقترحاتي على حاشية كتاب نظام الجمعية ( وقد احتفظت بصورة منسوخة من ذلك) ولعل الجمعية تحتفظ بالأصل ... ثم يجب ألا ننسى جانب أمهاتنا وأخواتنا ودورهن الذي يمكن أن يلعبه في أداء مهمات الجمعية ..
وهو هو غير المبذر فيما ائتمن عليه من (أهل الخير) وإنني لأستحضر أنه كنا جمعاً في مجلسه العامر أن جاءه رجل وسلمه ورقة تشرح ما هو قاصد وباغٍ وإذا بشيخنا يعطيه ما تيسر .. ولكن هذا الرجل ما لبس بعدما غاب ساعة من الزمن أن عاد وسمة وجهه تدل على عدم الرضى فما لبس أن عاد للشيخ المبلغ وهو يهمهم بكلمات تدل على عدم الرضى وأنه يريد مبلغاً أكبر وأكثر وأن الشيخ لا يعطيه من (جيبه) بل مما ترك له أهل الخير أو مما في (خزينة) الوقف الخيري للجمعية التعاونية .. ولم يرد عليه الشيخ إلا بقوله ((حسبنا الله ونعم الوكيل)) .. إنها أمانة يعطيها حسب ما توفر منها وحسب من هو أحوج .. نسأل الله حسن الظن من الجميع وللجميع ...
وإنني لأرى شيخنا شعلة لا تخبو – زاده الله عافية – رغم ضعف نظره عافاه الله .. فهو رجل خير هاشاً باشاً يستقبل ويتقبل الجميع فطبيعته أنه محب للخير .. متنقلاً كان ومازال فيما بين الجامعة والمسجد النبوي الشريف وبينهما وبعدهما عاقداً للأنكحة و مواصلاً ومتصلاً ومشاركاً للجميع في أفراحهم و أحزانهم وكل ما عاد إلى منزله يجد الكثيرين في انظاره من الأصدقاء والمحبين والتلاميذ والمريدين وأصحاب الحاجات للمشورة أو طلب المساعدة فيلقاهم بابتسامته وكرمه المبذول – زاده الله خيراً- وكل من يعرفه ويحس ما بداخله يدرك أنه (تعب) لكنه المقتدي بالحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام والذي قال له عز وجل (فأما اليتيم فلا تقهرO وأما السائل فلا تنهر Oوأما بنعمة ربك فحدث)
فهذا هو أخانا أولاً وقبل وفوق كل صفة .. وهو أيضاً أستاذنا وشيخنا وزميلنا سواء في التعليم العام أو الجامع .. في الحياة الاجتماعية أو العملية .. وتجده في أفضل الأماكن مدرساً ممن حظوا بالتدريس في المسجد النبوي الشريف كما هو كان أول عميد لمعهد الدعوة بجامعة طيبة وقد كان قبلاً هو أول من حصل على درجة الماجستير من جامعات المملكة العربية السعودية.
هذا هو الذي كان ومازال عبر الزمان والمكان حبيبنا وأخينا ورئيس و مدير مجلس إدارة الوقف الخيري للجمعية التعاونية نسأل الله له العفو والعافي وأطال الله عمره ... والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله وعلى جميع آل بيته وأصحابه رضي الله عنهم وعنا معهم برحمته التي وسعت كل شيء ..,
الأول من شهر صفر 1422هـ
توطئة .. في بادئ ذي بدء أول القول سامح الله من (حَمَّلني) هذا العبء وهو الكتابة عن شيخنا الدكتور عمر حسن فلاته وهو مثابة أخ لي ( ورب أخ لك لم تلده أمك) وهو أكثر .. فهو أستاذ ومعلم وزميل وشيخ لي كما هو للكثير إن لم يكن لجميع من عرفه ...,
فعمر الإنسان تتقارب فيه الصفات والأوصاف بل تتطابق في كثير .. فهو فعلاً أخ لي بما كان (وعلى الدوام إن شاء الله) بين عائلتنا من قبل أن يولد ويرى النور أيٌّ منا .. فقد كان والده ووالدة كلٌ منا متقاربين وعلى صلة إلى أن توفاهما الله ...
فقد كان والله زميل لوالدي (رحمها الله) ورفيق في العمل في مخبز العم حمزة كعكي والد العم بادي كعكي الذي كان في طفولته يحمله والدي من وإلى المنزل والمخبز ويعلمه (الصنعة) بما يُعرف (بالحِنِّينه)بكسر حرف الحاء وتشديد حرف النون وهي الصغيرة من الكعك (الشريك) تُصنع من زوائد العجين 0كما أخبرني بذلك العم حبيب بودال رحمه الله والعم صالح عثمان فلاته) .. أما صلة الوالدتين (فحدث ولا حرج) أي هي أمور على كثرتها وشهرتها بين المعارف أشهر من أن تُذكر أو يشار لها – رحم الله الجميع ..,
أما أول ما أتذكره عن شيخنا عمر حسن فقد كان – مع فارق السن – في حفل أقامه بعض الأصدقاء بمناسبة إنشاء جمعية لهم تعنى بالجوانب الاجتماعية والثقافية وذلك بعد أخذ موافقة فرع وزارة الإعلام بالمدينة المنورة وكان مدير الفرع الأستاذ عبدالرحمن رفه رحمه الله .. وقد ألقى الشيخ عمر حسن كلمة مرتجلة بهذه المناسبة لعله كان حينذاك طالباً في المرحلة الجامعية (كلية الشريعة بمكة المكرمة) .. وقد كان لهذه الجمعية مكتبة عامرة بصنوف من الكتب و الإصدارات وأذكر من أعضائها المؤسسين الأخوة (محمد يوسف جودة, وعثمان حسن, وأحمد و حسن ثاني, وعادل عثمان, وعبدالرحمن جعفر ...)
إلى هنا أستطيع أن أزعم أن علاقتي بصاحبنا (عمر) المباشرة لم تبدأ بعد إلى أن أصبح مدرساً (بمتوسطة الصديق الأولى) وكنت طالباً بها في الصف الثالث وذلك في حي الجِنان -بكسر حرف الجيم مما يعني والله أعلم أنها كانت منطقة مزارع وبساتين ...
وإلى هنا تبدأ ذكريات الطالب مع أستاذه .. وتتمثل أبرزها في كوني ضمن فريق الإذاعة المدرسية وقد أُسند لي مع الزميل (عبدالوهاب زمان) مسؤولية ما يُقدم في هذه الإذاعة – وقد كان لي نشاط صحفي إن صح التعبير من قبل وذلك في كتابة الصخف الحائطية المنزلية ثم الكتابة مع الشراكة مع الزميل عثمان عبدالحميد نشاشقجي في مجلة كنا نُصدرها شهرياً فيما لا يقل عدد صفاحتها عن أربعين صفحة باسم (الشرق)... ويمتد تشجيعه لهذه (الموهبة الأدبية) حين كلفنا نحن طلابه بكتابة تفسير سورة (الرحمن) فيما يشبه البحث في مادة تفسير القرآن الكريم .. فنا كان مني إلا أن رجعت لمكتبة والدي وجدي لأمي الشيخ محمود أبو بكر الفلاني - ( أنظر كتاب معلموا المسجد النبوي الشريف للدكتور عمر حسن فلاته والدكتور عدنان جلون والأستاذ عبدالوهاب زمان 1437هـ) – فعلى عكس زملائي الذين أكتفوا بالكتاب المقرر كمرجع وحيد .. لذا ومن باب التشجيع المستمر من الأستاذ لتلاميذه أن كتب على دفتري (حقاً لقد غدى دفترك درة التاج وواسطة العقد ..) ولكم أن تتصوروا ما لإثر هذه العبارات وخاصة بعد قراءتها منه على الطلاب مما ذاد في حماستي لمزيد من القراءة والنشاط(الأدبي) والذي تجلى بصورة أكثر في المرحلة التالية من الدراسة (الثانوية) .. ففي هذه المرحلة ومن الصف الأول بدأت نشاطي بالصحف المحلية وكذلك بالتليفزيون ثم الصحف المدرسية الحائطية ومسرح المدرسة بعدة أنشطة من مؤلف في مسرحية إلى مشرف(مخرج) لمسرحية ,على ممثل في أخرى خاصة مع زملاء نشطاء مثل غسان حسين قاضي, ومحمد فرج التونسي ,ومصطفى قواص, وحمزة بافقيه, ويوسف التهامي, ومحمد شحات الخطيب وغيرهم .
وقد كان ذلك تشجيع وتحفيز منه ومن أمثاله من أساتذتي الذين لهم الفضل في ذلك أمثال الشيخ محمد علي ثاني, والأستاذ أحمد الجبهان, والأستاذ محمود أبو بكر , والأستاذ عبداللطيف السيد (من مصر) ..
وهكذا تمر السنون وتتقلب الأيام زماناً ومكاناً فتزداد صلتي بالدكتور عمر حسن فما بعد التعليم العام حيث يتساوى الجميع بحكم السن والمرحلة ( في المرحلة الجامعية ) حيث يلتقي الأستاذ بالطالب وهنا أصبح زميلاً له ( مع فارق الخبرة) وقد عينت معيداً في جامعة الملك عبدالعزيز – فرع المدينة المنورة – بعد أن تخرجت من فرعها بمكة المكرمة ( كلية التربية) بعامين وأشير على ذلك من باب التشرف بزمالته في جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة طيبة وقد تقلب في عدة مهام ومناصب وقد كان كما عهدناه مرناً وشديداً في تعامله وعمله حسب ما تقتضيه ظروف العمل وأيضاً الرفقة والزمالة مع الجميع زملاءً وطلاباً ... .
ويختلف المكان فإذا الحديث لابد أن يكون عن (الجمعية التعاونية) للوقف الخيري الذي يرأس مجلس إدارته الآن صاحبنا الدكتور الشيخ عمر حسن فلاته وأذكر هذا وقد كنت حاضراً وشاهداً على ولادة هذه الجمعية والوقف .. وقد ذلك في منزل أخينا الحبيب الأستاذ أحمد يونس فلاته بدعوة منه احتفاءً بوالد زوجته القادم من المغرب الشقيق .. فمن بين أحاديث مسامرة تلك الليلة أن طرح الدكتور عمر فكرة أنه لوحظ وجود ما يجمع أبناء المدينة المنورة من ذوي الأصول الأفريقية حيث أنه لوحظ أن لا وجود لمرجع لهم (شيخ) ولأنهم من قبائل ثم فصائل – بطون وأفخاذ- يجري عليهم ومنهم ما هو كائن على أي قبيلة في كل زمان وكل مكان من المعمورة, فعليه (اقترحت) في هذا الاجتماع أولاً: أن يراعى عند التأسيس إسم (عنوان) هذا التجمع يحظى بالقبول والتأييد من الجميع دونما استثناء لأن هناك محاولات سابقة لم تراعي ذلك وبسببه فشلت تلك المحاولات .. وثانياً: أن يجتمع دونما اختلاف في التعامل والمعاملة على كل تلك الفروع والأصول القبلية ... ,ازعم أنني كنت أصغر الحاضرين سناً إلا أنني قدمت ذلك كآخر من تكلم في الموضوع ...
ولازلت أتذكر جل وأحتفظ (بمرجعية ذلك) أنه وبعد عدة سنوات من التأسيس أن زارني الأخ الأستاذ عبدالرحمن عمر محمد فلاته وناقشني في مسألة (تطوير) الجمعية الوقف ... وقد كتبت ملاحظاتي ومقترحاتي على حاشية كتاب نظام الجمعية ( وقد احتفظت بصورة منسوخة من ذلك) ولعل الجمعية تحتفظ بالأصل ... ثم يجب ألا ننسى جانب أمهاتنا وأخواتنا ودورهن الذي يمكن أن يلعبه في أداء مهمات الجمعية ..
وهو هو غير المبذر فيما ائتمن عليه من (أهل الخير) وإنني لأستحضر أنه كنا جمعاً في مجلسه العامر أن جاءه رجل وسلمه ورقة تشرح ما هو قاصد وباغٍ وإذا بشيخنا يعطيه ما تيسر .. ولكن هذا الرجل ما لبس بعدما غاب ساعة من الزمن أن عاد وسمة وجهه تدل على عدم الرضى فما لبس أن عاد للشيخ المبلغ وهو يهمهم بكلمات تدل على عدم الرضى وأنه يريد مبلغاً أكبر وأكثر وأن الشيخ لا يعطيه من (جيبه) بل مما ترك له أهل الخير أو مما في (خزينة) الوقف الخيري للجمعية التعاونية .. ولم يرد عليه الشيخ إلا بقوله ((حسبنا الله ونعم الوكيل)) .. إنها أمانة يعطيها حسب ما توفر منها وحسب من هو أحوج .. نسأل الله حسن الظن من الجميع وللجميع ...
وإنني لأرى شيخنا شعلة لا تخبو – زاده الله عافية – رغم ضعف نظره عافاه الله .. فهو رجل خير هاشاً باشاً يستقبل ويتقبل الجميع فطبيعته أنه محب للخير .. متنقلاً كان ومازال فيما بين الجامعة والمسجد النبوي الشريف وبينهما وبعدهما عاقداً للأنكحة و مواصلاً ومتصلاً ومشاركاً للجميع في أفراحهم و أحزانهم وكل ما عاد إلى منزله يجد الكثيرين في انظاره من الأصدقاء والمحبين والتلاميذ والمريدين وأصحاب الحاجات للمشورة أو طلب المساعدة فيلقاهم بابتسامته وكرمه المبذول – زاده الله خيراً- وكل من يعرفه ويحس ما بداخله يدرك أنه (تعب) لكنه المقتدي بالحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام والذي قال له عز وجل (فأما اليتيم فلا تقهرO وأما السائل فلا تنهر Oوأما بنعمة ربك فحدث)
فهذا هو أخانا أولاً وقبل وفوق كل صفة .. وهو أيضاً أستاذنا وشيخنا وزميلنا سواء في التعليم العام أو الجامع .. في الحياة الاجتماعية أو العملية .. وتجده في أفضل الأماكن مدرساً ممن حظوا بالتدريس في المسجد النبوي الشريف كما هو كان أول عميد لمعهد الدعوة بجامعة طيبة وقد كان قبلاً هو أول من حصل على درجة الماجستير من جامعات المملكة العربية السعودية.
هذا هو الذي كان ومازال عبر الزمان والمكان حبيبنا وأخينا ورئيس و مدير مجلس إدارة الوقف الخيري للجمعية التعاونية نسأل الله له العفو والعافي وأطال الله عمره ... والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله وعلى جميع آل بيته وأصحابه رضي الله عنهم وعنا معهم برحمته التي وسعت كل شيء ..,
الأول من شهر صفر 1422هـ
مواضيع مماثلة
» لحظات من ذكرياتي وذاكرتي عن ومع الشيخ الدكتور عمر حسن فلاته
» لحظات من ذكرياتي وذاكرتي عن ومع الشيخ الدكتور عمر حسن فلاته 2
» لحظات من ذكرياتي وذاكرتي عن ومع الشيخ الدكتور عمر حسن فلاته 1
» مقال 1 عن الشيخ الدكتور عمر فلاته
» مقال 2 عن الشيخ الدكتور عمر فلاته
» لحظات من ذكرياتي وذاكرتي عن ومع الشيخ الدكتور عمر حسن فلاته 2
» لحظات من ذكرياتي وذاكرتي عن ومع الشيخ الدكتور عمر حسن فلاته 1
» مقال 1 عن الشيخ الدكتور عمر فلاته
» مقال 2 عن الشيخ الدكتور عمر فلاته
محمود قمر :: الفئة الأولى :: المقالات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى