عدنان .. تعارف ومعرفة

أولاً وقبل أي استرسال في الحديث عنه لابد من قولي بادئ ذي بدء بأنني لم اكن في السابق أعرف (عدناناً) معرفة وثيقة وإن كنت فيما بعد أسمع عنه .. رجل من رجال الرياضة.. وكنت في طفولة المرحلة الابتدائية أخلط فيما بين أسرتين فاضلتين هما " جلون " و" جلول"  لكن (دارات الأيام) كعادتها وديدنها بحكم القدير الحكيم فوجدتني في رحاب الجامعة ثانية بعد أن كنت طالباً في كلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز بفرع مكة ثم مدرساً بمعهد المعلمين بالمدينة المنورة لسنتين (فقط) ثم معيداً ومحاضراً وأستاذاً بكلية التربية بجامعة المؤسس فرع المدينة المنورة وحين وبين ذاك وذلك بدأت أولاً أسمع وأشاهد عن بعد (بعدنان) ... وهنا لابد أن أعطي صاحب القَدْر منزلته وأقول الدكتور عدنان درويش جلون .. ثم (الأستاذ الدكتور عدنان ) اعترافاً لقيه لجهده ( العقلي والجسمي) بحكم تخصصه وخدمته لمجالات عديدة في الحياة العلمية والاجتماعية ...
           وأحسب إنني شاهدت صوراً له – لا أتذكر أين – وهو يمتشق نصالاً ورماحاً ... ولا أعتقد – وأزعم ذلك – إنه كان في سن الشباب وبداياته العشرينية, فعجبت وأُعجبت بهذا (الرجل) في سن وعمر متقدم ((نوعا)) ويمارس هذه الرياضة ...
          ثم في دورة الأيام في سبتية شيخنا وأستاذنا الدكتور عمر حسن فلاته.. وتوطدت علاقتنا خاصة في جانب الاهتمام (بالتراث) الاجتماعي وأخص منه (الرياضة والألعاب) ... وحصلت منه على معظم مؤلفاته .. ولفت نظري تنوعها ( ما بين تاريخ مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم مروراً بالحرف والصنعة وبرجالها في المدينة المنورة وأيضاً الألعاب الشعبية والتي في بعضها أساساً للرياضة – اليوم حديثاً –
          وشاركته في الكتابة عن جدي (لأمي) عند تجديده لكتاب (معلموا المسجد النبوي) مع كلاً من الدكتور عمر حسن وزميلنا الأستاذ عبدالوهاب محمد زمان - رحمه الله – وكانت لي معه (مماحكات) عن بعض ما كتب (ونسيانه) البعض ومنها مثلاً ما أورده عن لعبة (بنتالحي) وكانت ملاحظاتي هي:
أولاً: من حيث مسماها فهي ( بنت الحي) وتلفظ ( بِنْتَالْحَيْ).
ثانياً: هي لعبة نسائية (بَنَاتِيَّهَ) ولا يلعبها الذكور إطلاقاً والكلمات التي تُردد أثناء اللعبة تدل على ذلك ناهيك عن الاسم الذي تحمله اللعبة.
ثالثاً: تقوم على القدرة على (القفز) على هيئة ( القرفصاء) إلى منتصف الميدان بين المتباريتين فمن تسقط أرضاً قبل الوصول إلى (نقطة المنتصف) تعتبر خاسرة وتخرج لتأتي أخرى – بالطبع فإن البدينات هن الواقعات أرضاً نظراً لزيادة وزنهن.
           واستغربت (نسيانه) لعبة (المزمار) والتي هي في المرتبة الثانية بعد (رقصة العرضة السعودية) في الحجاز, ولي حديث (ربما كتيب) عن المزمار وكذلك عن ( سيدي شاهي يا شربيت) في مستقبل الأيام إن شاء الله ..., وذلك في كتابه(دليل الألعاب الشعبية الترويحية) باشتراك مع أستاذي عبدالعزيز علي السندي ..
          وبحق فإن (عدنان) يمتلك مواهب وقدرات وأنشطة عديدة ومتنوعة تتجلى في تنوع مصنفاته ومؤلفاته ... فهو رجل مهنة وحرفة تعلمها وورثها عن أبيه ومعلميه ممن يشار إليهم بالبنات ويظهر ذلك في مصنفه عن مهنة صناعة (العُقُلْ) في مؤلفه (صناعة عُقُل القصب) ... وهو أيضاً خدم حجاج بيت الله وزُوَّار مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام وقد كتب عن المهنة المشرفة في كتابه (ضيافة الحجاج والزوار) مع شريكه في الكتابة مأمون عبدالغني بَرِّي..
حيث في الأصل لم تغب الحرف والحرفيين والمهن ومن عمل واشتغل بها من سكان المدينة المنورة على ساكنها الصلاة والسلام وعلى آل بيته وأصحابه أجمعين, فكان أن جادت قريحة الأستاذ الدكتور عدنان جلون وبمشاركة الأستاذ أحمد عيد أبو ربعية بكتاب موسوعي ( الحرف والحرفيون بالمدينة المنورة في العهد السعودي) وهو كتاب ضخم وكبير الحجم جمع فيه المؤلفان كل ما هما قدران على جمعه عن الحرف ومن أحترفها سوا ...
        إن كنت أطلق على هذا الكتاب بالموسوعة فإن الحقيقة أن جمع مؤلفاته وتصنيفاته تتسم بسمة الموسوعية مما يحق لي أن أزعم أن الرجل موسوعي وقد أرخ للحياة الاجتماعية بالمدينة المنورة على جميع الأنشطة التي كانت عليه ولا أنسى أنه أقترح على شخصي بالكتابة عن جدي لأمي (سيدي) محمود سنبو الفلاني وقد فعلت ذلك لكتابه المجدد والمزيد عن المعلمين والعلماء في المسجد النبوي الشريف وقد شاركه في هذا الكتاب شيخنا وأستاذنا الدكتور عمر حسن فلاته وزميلنا الأستاذ عبدالوهاب زمان رحمه الله ...,
       وأعرف أنه في آخر حياته رحمه الله كان يعمل مع الدكتور عمر حسن على مصنفيهما عن معهد إعداد المعلمين .. والذي آمل على إصداره عن قريب بعد تكملته من الدكتور عمر حسن (أعانه الله وعافاه وسلمه من كل داء ووباء) مع كتلب سيرته الذاتية فهو عَلَمْ خاصة في التدريس سواء في المسجد النبوي أو في مدارس المملكة العربية السعودية...,